Monday 7 June 2010

Turkey has the best government in the world

ماذا قال أردوغان في خطاب "أسطول الحرية"


ألقى دولة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس في اجتماعه مع نواب حزبه حزب العدالة التنمية خطابا بشأن الهجوم "الدنيء" الذي قام به الكيان الصهيوني ضد أسطول الحرية، وقد كان الخطاب قويّا يقاطعه تصفيق النواب الحار بل وقيامهم على الأقدام مصفقين بين الحين والآخر، والذي كان يشدّ الانتباه أن بعض الوزراء الأتراك مثل وزير المواصلات السيد بن علي يلدرم كان لا يتمالك دموعه أثناء الخطاب، وأن مساعد رئيس الوزراء بولاند أرينش كان يحاول أن يحبس دموعه أثناء الخطاب ولكن ذلك لم يحل دون ظهور البكاء على وجهه المُحْمرّ.. لقد كان اجتماعا متميزاً يخطب فيه رئيس الوزراء ويبكي فيه الوزراء.. والسؤال هو: "ماذا قال رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان؟" و "ما هي الكلمات التي أدمعت عيون الوزراء والنواب؟"

عند مطالعة الصحف ومواقع الأخبار العربية لا يكاد المرء يجد القوة التي يمكنها أن تهزّ غيمة الدموع فتمطرها، ولعل ذلك يعود إلى اعتماد الصحف على الترجمة الفورية التي أصرّ أردوغان أن ترافق خطابه منذ اللحظة الأولى باللغتين العربية والإنجليزية، وفي الترجمة الفورية لا يكاد المترجم يستوعب كل ما قيل بترجمته ناهيك عن محاولته اختيار كلمات أدبية مؤثرة تليق بكلمات دولة الرئيس الخطيب رجب طيب أردوغان. ولأجل ذلك تناولت بعض ما جاء في خطاب السيد أردوغان واعتمدت على ما نقله موقع يني شفق – وهي صحيفة تركية كبيرة – لأترجم بعض ما جاء في خطابه وذلك كما يلي:

إنني اليوم أوجه ندائي لا إلى الأتراك فحسب وإنما للعالم أجمع، أنادي ضمير البشرية وأشاطره مشاعري الحرّى

لقد وقعَ ليلة أمس هجومان ظلاميان: أحدهما الهجوم الغادر الذي أردى ستة من الشهداء في الإسكندرون، والثاني هو الهجوم الاستبداديّ المسلح الذي كان يهدف إلى إيقاف سفن المساعدات الإنسانية..

إن السفن المحملة بالرحمة والخير والتي ذهبت لتنقل المساعدات لم تبلغ مراسيها.. أمس صباحا قامت عناصر مسلحة تابعة للجيش الإسرائيلي بالهجوم على السفن التي ذهبت لتحمل المساعدات إلى غزة..

لقد استحقت المجزرة الدامية التي نفذتها إسرائيل ضد السفن التي تحمل المساعدات الإنسانية إلى غزة لقد استحقت هذه المجزرة كل اللعنات. إن هذا الهجوم هو هجوم صارخ على القانون الدولي، على الضمير البشري، على السلام العالمي.

أقول إنه هجوم على الضمير البشري لأن السفينة كانت تقل على متنها أناسا من مختلف الأعراق والأديان، وقد كان هدفها الوحيد هو إيصال المساعدات إلى غزة القابعة تحت الحصار. ولقد صرحت هذه السفن بنواياها وأعلنت حمولتها للعالم أجمع قبل أن تغادر موانئها. لقد كان على متن هذه السفن ستون صحفيا ليكونوا شهودا على تسليم المساعدات إلى مستحقيها.

إنه لمن الجليّ البيّن أن هذا الهجوم الذي وجّه إلى ستمئة إنسان يستقلون ست سفن تحمل المساعدات من خلال المياه الدولية إلى المظلومين والمعوزين والمشردين من الفلسطينيين إنه لمن الجلي أن هذا الهجوم هو هجوم على الفلسفة الأساسية للأمم المتحدة.

لم يكن على متن السفن سوى المدنيين والمتطوعين من أهل الخير. ولقد رفعت على هذه السفن الأعلام البيضاء، وبالرغم من كل هذا وذاك فإن السفن تعرضت لهجوم مسلح. ولقد كنا نحن آنذاك في أعمال لنا في أمريكا اللاتينية، ولقد عدنا إلى تركيا قبل إتمام إعمالنا هناك بسبب الهجوم اللعين الذي وقع في هاتاي وهجوم إسرائيل اللاقانوني.

وفي تركيا بدأنا مع الزملاء بالقيام بما يلزم القيام به بشكل مشترك.

لقد عقدنا أمس الساعة السادسة والنصف صباحا اجتماعا مع مساعد رئيس الوزراء السيد بولاند أرينتش والوزراء المعنيين. وقد تابعت خارجيتنا وقواتنا المسلحة الحدث عن كثب، وقامت خارجيتنا بالاتصالات بخصوص الحادثة، وقد بحثنا كل ما يمكن فعله في هذا الإطار.. والآن فإن الجمهورية التركية تقوم بكل ما يمكن القيام به بناء على القانون الدولي وأصول الدبلوماسية وسوف تستمر في ممارسة دورها هذا بعد الآن.

لقد سحبنا سفيرنا في تل أبيب، وألغينا المناورات العسكرية الثلاث، وقد طرح وزير خارجيتنا المبادارات لدى الأمم المتحدة. وتمت دعوة مجلس حلف شمال الأطلسي إلى اجتماع طارئ، وتمت دعوة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي للانعقاد العاجل.

تقول لنا إسرائيل أنها ستقوم بإرسال الجرحى، فرفضنا عرضها هذا قائلين لها إنّ لدينا من الإرادة والقوة ما يمكننا من استلام جرحانا..فهذي هي طائرات وزارة الصحة المدنية على وشك الوصول.. وقد اتخذت كافة التدابير لمعالجة كل الجرحى على الأراضي التركية.

إن على إسرائيل أن توصل المعلومات الصحيحة إلى شعبها، وإن العالم كله يتابع الموقف الذي ستتخذه إسرائيل آخذا العبر من ذلك.

إن على متن السفن متضامنين من اثنتين وثلاثين دولة، وإننا نتوقع من تلك الدول أن تتعامل مع الحدث بالحساسية اللازمة.

إن على إسرائيل أن ترفع الحصار اللا إنساني على غزة، وعليها أن لا تحول دون وصول المساعدات إلى مستحقيها...

لقد كانت الأحداث التي شهدناها أمس وصمة عار سوداء من الناحية الإنسانية.. وكان الهجوم المسلح على سفن مساعدات إنسانية مجازفة حقيرة.

إننا نعلم أن هناك قوانين للحرب وللسلام.. فلا يجوز الهجوم على الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ورجال الدين ولا على المتطوعين الذين يرفعون الأعلام البيضاء. الذين يرتكبون هكذا هجوم يكونون قد داسوا على الإنسانية بأقدامهم، وخرجوا من إنسانيتهم.

حتى المستبدون وقطاع الطرق والقراصنة لا يُعْدَمون قواعد أخلاقية وحساسيات معينة... إن وصف هؤلاء حتى بهذه الصفات يعتبر مجاملة لهم..

لا بدّ وبكل تأكيد من معاقبة هجوم إسرائيل هذا..ولا بد من توقّع إجراء تحقيق دولي بحق دولة جعلت من الكذب سياسة لها، دولة لا تستحي

إن تركيا ليست دولة غرّة عديمة الجذور..وهي ليست أبدا دولة قبائل..

لا يُحاولنّ أحدٌ أن يتحدى تركيا ولا يحاولنّ أحد أن يختبر صبرها

إنّ تركيا لتضمِرُ لأعدائها من البأس بقدر ما تُكِنُّ لأصدقائها من التقدير

الإسرائيليون كذلك يعلمون أن هذه الحادثة هي ضربة قوية للصداقة بين الدولتين

القضية هي مواقف الإدارة (الإسرائيلية) الحالية التي لا تعرف معنى للقانون

لقد كانت تركيا هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يبذل الجهود لتحقيق السلام

ولكن طفح الكيل، ففي وجهنا الآن إدارة اتخذت العنف سياسة لها، وهي إدارة لا تتردد في سفك الدماء

ينبغي أن لا تكتفي الأمم المتحدة بالقرار الذي اتخذته هذا المساء، يجب عليها أن تعمل بمقتضاه.

لقد أخبرني أوباما أنه سيتصل بي هذا المساء الساعة الثامنة، سوف نتحدث معه أيضا

إن جرأة الحكومة الإسرائيلية ينبع عن قوة تستمدها من مكان ما

سوف نتحدث اليوم مع رئيس وزراء بريطانيا الجديد كذلك

لا يمكن أن نقول لإسرائيل فليكن ما قمتِ به مكسبا حققته لصالحك، لا بدّ أن تدفع إسرائيل الثمن

إن إسرائيل تقضي على كل الدروع (الحلفاء)التي حولها واحدة واحدة.. إنها تقوم بعزل نفسها

لقد كنا دائما ضد معاداة السامية، وعارضنا الهجمات التي كانت تستهدف اليهود

واليوم لقد جاء دور الشعب الإسرائيلي حتى يتخذ نفس الموقف الإنساني الحساس

إن الموقف الهجومي لحكومتكم جعلت دولة إسرائيل في مثابة قطاع الطرق والقراصنة

وأشكر هنا الجماعات اليهودية التي أظهرت ردود فعل ضد ما حدث

ونحن لا نقبل لأي إنسان أن يغير نظرته إلى الأقلية اليهودية الموجودة لدينا

اليوم هو يوم جديد.. اليوم هو ميلاد جديد.. لن يبقى أي شيء على ما كان عليه بعد الآن

إن الهجوم على سفينة مدنية، واعتقال المسافرين على متنها، والهجوم على الأبرياء من البشر هو إرهاب دولة.

يقولون إن الذين كانوا على السفينة قد فتحوا علينا النار.. لقد سئمنا كذباتكم هذه.. تعلموا الصدق.. الصدق

لقد أظهر حاكمو إسرائيل مدى مهارتهم في القتل وارتكاب المجازر

إن كل أقوام العالم يرسلون اللعنات إلى هذا الظلم.. ولكن اللعن المجرد لا يكفي

إن إسرائيل لن تستطيع أن تجعل من سياستها الدامية سياسة مشروعة بأي مبرر كان

لن تستطيع إسرائيل أن تنظف الدم الذي يلطخ أياديها بأي ذريعة كانت

وعلى كل من يتجاهل هذه الهجمات الدامية أن يعرف أنه شريك فيها

لقد ظهر للعيان أن القضية ليست قضية حرب على إرهاب، وإنما هي قضية قتل أهل مدينة بأسرها

على إسرائيل أن لا تقع في أخطاء فادحة كتشبيهها تركيا ببلدان آخرى، عليها أن لا تحاول ارتكاب مثل هذه الأخطاء، لأنها ستدفع الثمن غالياً عندئذٍ..

حتى لو صمت الجميع، حتى لو أغمضوا عيونهم، وولوا ظهورهم.. نحنُ كـ" تركيا " لن نولي ظهورنا لفلسطين ولا لغزة، ولن نغمض عيوننا عما يصيبهما..

على أمتنا أن تصمد، سوف نعانق شهداءنا، سوف نضمد معا جراح مصابينا، وإننا لنشاهد بعين قريرة متابعة مواطنينا في كل أنحاء تركيا للقضية بحساسية ودقة كبيرة. وإن سفن المحبة والصداقة التي انطلقت من ميناء ضمير البشرية سوف تتجاوز كل الحواجز لتصل إلى مقاصدها في يوم ما.

فليسمع الذين يقولون إنهم يؤيدون هذا الهجوم اللا إنساني نحن ملتزمون بالقوانين بقدر تخليكم عنها. نحن في صف العدالة بقدر كونكم في صف العمليات الإرهابية الدامية.

نحن في صف الأبرياء والفلسطينيين بقدر مواجهتكم للمدنيين والمظلومين في غزة.